مع ذاتك والآخرين شيء من الفهم
مع ذاتك والآخرين شيء من الفهم

سعاد فتاة لم تتجاوز العاشرة من عمرها كانت محبة للارانب مغرمة بها . كان أقصى ما تتمناه هو أن تشتري ارنباً وتقضي وقتها ملازمة له مابين ملامستة وملاعبتة ومشاهدتة . وبالفعل حقق والدها أمنيتها حين اشترى لها أرنباً كبيراً قد غطى الفرو جسمه الجميل فرحت سعاد بهذا الأرنب فرحة غامرة وأخذت تبالغ في الاعتناء به حيث كانت تقدم له أشهى انواع الطعام فمرة تأتي له بالبرجر واخرى تحضر له لحماً مشوياً وثالثة تقدم له سمكاً مقلياً ولكن ؟ للأسف أن الأرنب كان يأنف من تلك الأطعمة كلها وينفر منها وبمجرد ما تضعها سعاد أمامه يهرب غير متقبل إياها حتى ساءت صحته وتردت أحواله وفي المقابل كانت تلك التصرفات تثير غضب سعاد وفي الأخير قررت معاقبة هذا الأرنب الجاحد بأن تتوقف عن تقديم تلك المأكولات الفاخرة ومعاقبته بان تطعمه جزراً ! ظناً منها أن ذلك سيكون ردعاً له وانتقاماً من سوء تصرفه !
وعلى عكس المعاملة التي كانت تقدمها لهذا الأرنب , أتت في يوم وألقت بالجزر عنده وذهبت وتركته ومباشرة هجم الأرنب على الجزر وبدأ يأكل منه بكل شراهة واستمتاع ! واستمرت هي في معاقبته اياما بإطعامه الجزر وبعد هذا كانت المفاجأة !! حيث استرد الأرنب عافيته , وغمرته سعاده بانت عليه وبدأ يقترب أكثر من سعاد يقفز حولها فرحاً وعندها فقط اكتشفت سعاد أن السر في الجزز!!


( يلزمك أن تعرف جزر من حولك متذكراً أن ما تحبه ليس بالضرورة سيحبه الآخرون وتذكر أن الأشياء المرغوبه سوف تكلف مالاً أو وقتاً أو جهداً )