عدت الى غرفتي ..
اغلقت نوافذها وبابها ..
رسمت عنوان الحزن بين جدرانها الاربعة ..
صرخت بها وصرخت حتى سمعت صدى صرخاتي ..
كان اخرها انت .. انت .. وبدايتها انا ..
كنا بداية واصبحنا نهاية ..
يا لخسارتي لذاك الملاك ..

ايها القدر ماذا تعني حياتي بدونه ..
لقد رسم الفرح بابتسامة وفاء ..
وكان يمسح الدموع بكلمة اخلاص ..
ويكفي اني اجده عند حاجتي اليه ..
يا ملاكي .. سامحني ..
لقد جرحتك جرحاً .. رسمته غيرتي و عصبيتي ..
ولقد كنت انا سبباً في نزف دموعك ..

اتعلم يا رفيق دربي و يا صديق أيامي وسنواتي ..
لقد وجدت حياتي بدونك
كالسماء دون نجومها اللامعة وقمرها المضيء ..
و أصبحت كالبحر دون مياهه ..
كالصحراء جافة متلبدة ..

عندما أشعر بوحدتي ..
اجمع كل محتوياتك
واضعها بجانبي واقول يا ليتني مت قبل هذا ..
لكن الذنب ليس ذنبي .. يا ملاكي ..

صدقني لقد كان ذنب من حولي
و ذنب عصبيتي وحساسيتي الزائدتين ..
ولم اتكلم لاني لم اجد سوى أفعى تنفث سمها هنا وهناك ..
وتبعدك عني يا اغلى الكائنات ..

لقد خسرت كل شيءٍ و أجمل شيءٍ خسرت ..
وذلك بسبب عدم قدرتي على مسك اعصابي ..
سامحني فلم استطع ان أسيطر على اعصابي ..
بسببها خسرت تلك الابتسامة الشقية ..
والقلب الطيب الحنون ..
خسرت عيوناً تمنيت ان اكحل عيناي برؤياها ..
خسرت صوتاً حلمت أن اطرب بسماعه اذناي ..

سحقاً لعصبيتي ..
و سحقاً لحساسيتي الزائدة ..
وسحقاً للزمن ..
لما فعلوه بي ..
لا بل سحقاً لهم لما جعلوني أفعله به
.. سحقاً .. سحقاً ..
سامحني يا ملاكي
على جرح بقلبك رسمته بغير ارادتي ..
اعلم ما بداخلك ..
واتمنى في هذه اللحضة ان اضمك .. و احضنك ..
واقول لك اقتلني ..
اذبحني كي ارتاح من تأنيب ضميري ..

لا أعلم ان كنت ستسامحني على ما صدر مني
من كلام و تجريح ..
فإن كنت لن تسامحني
فدعني أستمر في المسير الى حيث لا أدري ..
الى المجهول ..
ولكني أطلب منك أن تسامحني لاني أحبك ..
وسامحني لأني أحببتك في يومٍ ما ...



منقووووووووول