أوتار الحب نائب المدير العام عدد الرسائل : 3568
العمر : 34
نقاط : 13862
تاريخ التسجيل : 03/01/2011
موضوع: عودة الماااااااضي .... السبت 30 أبريل 2011, 2:51 am عودة الماضي وعاد الماضي التقيته، وكان بعض الشيب قد كسا صدغيه., تفاجأ بوجودي، وهو أكثر علما بحالي في الغربة . ! بدأت نظرته الفاحصة تشي ببعض الحنين، وارتسمت على شفتيه أطياف ذكريات جميلة, مد يده داعيا كفي لمصافحته متمتما ببعض الحروف المبهمة...لكنها تمنعت على عناق أصابعه ، فمنذ باشرت الرحيل؛ أقسمت أن ألا تسكن راحتي إلى راحته. مع شيء من الحرج الذي أنبأت عنه ملامحه المتوترة، تراخت يده. فحاول أن يخفيه بإبداء ترحيب لبس بعض الشوق. وأردف قائلا: كيف حالك؟ وما الذي أتى بك في هذا الوقت من العام، ولم أعتدك تأتين في مثله؟! ربما كان يظن أن بعض أخباره الحزينة قد حملتني على جناح الشفقة لمواساته، و ربما تخيّل أني سأرتمي بين أحضان لقائه ..! منذ بضعة شهور توفي ولده الصغير بحادث سير، والناس تتناقل الأخبار عن حاله المشتت، و ما فتئ الناس يواسونه ليلا ونهارا لتهدئته،ومساعدته على استعادة توازنه.! وبدأ يقص علي كيف فارقه نبضه لفراقه، وأن زوجته تتحمل تبعات ما حصل، ويقسم على عقابها، وإنها ستدفع الثمن ...فكأنه يلمّح بشيء لعلي ألتقطه..لكني تجاهلت ما قال..وكنت أستعيد بعض ملامح الذكريات التي عشتها لحظات بشيء من السعادة . مرت دقائق لم أعرف عدها.. ولم أدر ما أقول له ..! لكن فكرة تعزيته أعادتني إلى سكينتي فبادرت بكلمات التعزية المألوفة،وهو خلال ذلك يحدق فيَّ،بعينين نهمتين تكادان تحرقان أديم وجهي الذي علته الحمرة من ارتباك غالبته بصعوبة. وحاول يستدرجني ليعرف أخباري..: - إيه ما أخبارك ؟ ماظروف عملك؟! - كيف تقضين أيامك في غربة لا بد أنها قاسية عليك؟.. وفي لغة مضطربة انتقل إلى السؤال عن أحوال قلبي،وهل نال ما يستحقه من السعادة؟! هنيهات..تأملت أفكاره،وبدأ عقلي يقرأ الحروف على مكث، وهي تخرج من بين شفتيه؛ -ويبدو أنها ترمي لأهداف ابتدأت أستنتجها من نظراته، التي تعودت عليها ماضيا، وصرت أفهم ذبذبات بريقهما..! قرأتها.. بحذق، وفهمت أي عقاب يبتغي به رد الألم لزوجته، وأنني السيف الذي يفكر في امتشاقه، وشحذه، ليحز به عنقها انتقاما .. فيضرب عصفورين بحجر واحد.! ترددت.. واكتست ملامحي التحدي، وانتفضت عزة نفسي التي لم تغادرني منذ أن افترقنا ، وقد غدر بي زمانا.. وضعت بعض كلماتي في إطار من المجاملة، وواصلت الحديث متصنعة بعض اللامبالاة،وقلت: لا زلت لا أرفع ما يقع من قلوب الآخرين ولا زلت أعتلي عرش الوفاء حتى ألاقي من يسبح في فلك حر؛ لا يحده شاطئ، ولا يعتريه مد وجزر، ولا يعتلي رُباه سواي،واستأذنت للذهاب لأداء أعمال تنتظرني قبل أن أسافر يوم الغد إلى ديار غربة أنستني قسوة بلادي..وأنائها..ثم خطوت وأنا أتعمد السرعة لأبتعد ولا أدعُ له فرصة محاولة متابعتي..ولم ألتفت خلفي لئلا يفهم رسالة خاطئة في حركاتي.. أيامٌ مضت كنت خلالها أرتشف الوحدة وأتجرع السكون لأستمد منه اتزاني وفي إحدى الصباحات على غير العادة دق جرس الباب معلنا وجود زائر خلفه ينتظر الإذن بالدخول أسرعت لمرآتي وصرت أخفف شعثي وأضع بعض أحمر الشفاه وباقة من عطر ياسميني ورسمت بتصنع ابتسامة هادئة بعد أن علمت شخصية ضيفي والذي كثيرا ما أفقدني في السابق التعقل وأنساني صرامة الزمن وبخطوات هادئة ولجت الغرفة أرحب به وهو يقف على أعتاب ظله يعانق النافذة ويرمي بثقله على كافة أرجاء المكان وبصوت خفيض سمعته يسأل عن حالي، فرددت إني بخير ما دام هو كذلك ،وبدأت أصافح محياه الذي بدأ يكسوني حلة من المرح ، وهو يقول :وجدت أن يومي سيكون أفضل لو وافقت على صحبتي إلى المسرح لحضور مسرحية سمعت أنها رائعة ،ومن ثم أتفضل عليك بعشاء فاخر يعيدنا إلى ما كنا عليه من الصحبة والألفة ،ولم أدر لمَ عاكست كل أفكاري ،ووجدتني بسرعة الفرح أطير للموافقة على دعوته ، والتفكير بأدق تفاصيل هذه الدعوة ، وسارعت بارتداء فرحي قبل ملابسي، ولم أدر كنه ذلك الفرح ربما العودة لأيام مضت ،كنت فيها مراهقة أتربع فوق شقاوتي ،وارتدى جنوني عباءة تحلو كلما خطوت نحو مدن التغيير كان يرقب تحركاتي حتى بدأت أوقن أنه جاء بي ليختبر ما بقي له من وجد يسكن أوصالي، وكنت أظن أني شفيت منه، فعندما غاب عني كنت أشبِّهُهُ على قسوته كالسرطان المتفشي في طي ذراتي ،يحولني إلى كتلة عذاب كلما فكرت في استئصاله وهاهو يعيدني إلى مرمى شباكه . تتقاذفني الأفكار وهو يسرج خيل روحه لتمتطي خيالي ويربكني شعوري بقرب أنفاسه تلفحني بدأ الزمان يعاتبني بيني وبيني ،كيف استسلمت لبعده ؟وكيف حاولت اجهاض حبه في رحم مشاعري؟، ونظراتي ترسل للأفق آخر كلمات كانت بيننا لقد وقف أسفل الدرج المطل على حديقة منزلنا ليودعني قبل سفره ، وقد خالطت نظراته رجولة آسرة تحمل عبير الزنبق القاطن في سرايا حضوره ،قال :ستبقين حبيبتي مهما طال الدهر وفرقتنا خطوب الليالي وحتى لو اخترت غيري ووجدت به ضالتك ،وأنجبت منه البنين والبنات ، ستبقين معشوقتي وسأبقى كل ليلة تحت شرفات القمر أغزل لك من أنفاسي رداءًوأرسله مع أشعة الصباح لترتديه روحك دفء مشاعر سأدخرها لك مهما طال العمر وبلغ المشيب،كل مبلغ بندائه وجدت نفسي أعود للواقع وقد بدا عليه أنه ينتظر جوابا لسؤال طرحه ما سمعته منه ،فتنحنحت قليلا ثم قلت: وما رأيك أنت في محاولة مني أن أعرف مبتغاه دون أن يشعر أني لم أكن أسمعه؟ فوجدته وقد استهل وجهه البشر قال: دائما حبيبتي كنت ومع كل حبوة لطفل من أطفالي كنت أ تمنى أن ترافقيني الفرح وكنت أتصور كلماتك تشجعني تمدني بنسغ من السعادة تعطيني الأمل بغد أجمل، وها هو حدسي يكاد يتحقق وأنتظر منك القبول لنتمم ما قطعناه منذ سنين لم يكن الأمر مرتبطا إلا بهزات ولو خفيفة من رأسي أنهي بها أسراب أحلام راودتني واحتلتني شهورا ،ولكن لم يكن يدري أن حبه قد صار طائر سنونو حلق حيث المغيب عندما احتلني نبض آخر كان أشد وطأة على كياني من كل نبض لسواه. كم كنت أتمنى أني لم أولد إلا على كفيه . على راحة شفتيه وكم شققت عصا الطاعة على كل تقاليدنا البالية والتي حرمتني لذة الركون إليه تساءلت كم من التغييرات قد تطرأ علينا حين ننتقل من مرحلة عمرية لأخرى ؟! فقد كانا على شفا نقيضين من بعضهما البعض حتى من حيث الغوص في بحور روحهما كنت أبغضني بدون الأول وكم أتمنى أن أمتزج الآن بالآخر وقفت على حين التفاتة منه وبنظرة ألهبت ظهر الذكريات بسياط العدم وقلت : كنت أحبك حد انكماش روحي في زوايا بوحك ،وكنت أغزل الوقت بمغزل الصبر حتى تعود لي حاملا معك قبضة من أثر لقاءنا الأول ،واليوم سأرثي آخر نبض فر إليك بعد أن تولد على أحضان سواك ألف نبض سواه وما زال .. كان الفرح خدعة ابتدعتها روحي لتخبرني أني نسيت حبي ، أني ما زلت أستطيع العودة للوراء إلى ما قبله إلى سنوات عجاف، كانت تلهو بي طفولتي حيث كان أول من عانق صخبي . وبعد الجلوس هنا على أعتاب ماض كان قبله علمت فقط أن قلبي تأرجح سنين في غياهب سواه إلى أن حط كطائر الفينيق على حدائق روحه ،فأهداني الحنين يزورني كلما حاول أحدهم اختراق جدر عزلتي أو حاول أن يعيدني لحظيرته ماراق لي
naser الادارة عدد الرسائل : 3302
العمر : 39
نقاط : 13128
تاريخ التسجيل : 14/11/2008
الاوسمة : موضوع: رد: عودة الماااااااضي .... السبت 30 أبريل 2011, 7:59 am