نور .. ماركة كروية مسجلة في قلوب جماهير العميد الاتحادي, أضاء أمس سماء جدة وحلق بفريقه العميد الاتحادي إلى دور الثمانية لدوري أبطال أسيا, بعدما أطاح بمنافسه التقليدي وغريمه في الكلاسيكو السعودي فريق الهلال بثلاثية مقابل هدفاً لمسح ماء الوجه غادر به المنافسة من ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة .
بدأ نور مقطوعته الموسيقية الأولى عندما مرر كرة سحرية من بين أقدام قلبي الدفاع الاتحادي لنونو أسيس محرزاً الهدف الأول عند الدقيقة 15 من عمر اللقاء .. وبعد دقيقة واحدة ووسط صدمة الهلاليين, مرر أسيس كرة طوليةمن خلف الدفاع الهلالي لم يجد الجزائري عبدالملك زياييه صعوبة في تحويلها داخل الشباك الهلالية كهدف اتحادي ثاني, وعندالدقيقة 59 كرر نور مقطوعته الموسيقية الكروية ( بناء على طلب الجماهير ) ومرر كرة ( لووب) من خلف أسيس المندفع من الخلف فحولها (لووب) في المرمى الهلالي محرزاً الهدف الثالث , فيما أحرز هدف مسح ماء الوجه للهلال الموهوب الشاب عبدالعزيز الدوسري في الدقيقة 83 من عمر اللقاء.
رغم خطف الاتحاد للمبادرة في الدقيقة الأولى, إلا أن الهلال عاد سريعا ليستحوز بعد الدقيقة الثالثة بهدف ردع الجماهير الاتحادية, وإرباك المخطط الفني ,إلا أن رعونة الأداء الهلالي منحت الاتحاد الأفضلية النفسية , وترجمها لاعبوه عند الدقيقة 15 وعلى عكس سير اللعب، يلتقط أسامة المولدالكرة ويبدأ باكورة التمريرات الطولية التي تميز الاتحاديين من خلف دفاع المنافس، لتصل إلى المهاجم عبدالملك زياييه ليمررها بعرض منطقة الجزاء لقائد الفريق محمد نور الذي وقف على الكرة بخبرة السنين وانتظر تغيير اتجاه البرتغالي نونو أسيس في قلب دفاع الهلال ليمرر له الكرة في توقيت مثالي واجه بها الحارس حسن العتيبي ويسكنها صاروخية لتسكن شباك الهلال كهدف اتحادي أول .
هدف التأكيد
لم يمهل الاتحاديون منافسهم العتيد لحظات حتى يستفيق من صدمة تأخره بهدف ويسترد كبريائه .. ليكرر باولو جورج الإرساليات الطولية من خلف قلبي دفاع الهلال أسامة هوساوي وماجد المرشدي، على رأس زياييه الذي أودعها رائعة على يمين الحارس الهلالي كهدف ثاني للعميد .
أزرق بلا هوية
20 دقيقة كاملة مرت على الفريق الهلالي بعد تأخره بهدفين، وقبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول، لم تكن كافية للاعبي الهلال ليستفيقوا ويتخلصوا من حالة التوهان والسكينة والتشبع الكروي والنجومي والمالي الذي قد تكون ذاكرة تتويجهم بكأس ولي العهد ودوري المحترفين مؤخراً فرضتها عليهم .. فالهلال لم يبدل الأداء الفردي الذي قاده صانع الألعاب أحمد الفريدي الأمر الذي أجهض المحاولات الهلالية للزحف نحو المرمى الاتحادي وجعلها شبه مستحيلة، فانقض النمور على غريمهم بفضل التمركز الجيد للاعبي خط الوسط ( سعود كريري ، صالح الصقري ، محمد نور ، نونو أسيس) الذين ضيقوا المساحات على الفردية الهلالية، فتملكوا مقاليد الأداء وبسطوا نفوزهم بذكاء على الشوط الأول حتى نهايته .
الشوط الثاني
ظنت جماهير الموج الأزرق أن فريقها سيدخل الشوط الثاني بنفس وروح جديدين ، يدفعا الفريدي لإنكار الذات, وتعلم الزوري متى يدافع من العمق وكيف يساند هجومه عبر تكتيك بلا كر وفر وركل للكرة , ويتذكر المهاجم ياسر القحطاني أبجديات مهامه في التحركات الطولية والعرضية والمناورة التي كان يفعلها يوم أطلق عليه لقب القناص .
مرت الدقيقة تلو الأخرى، وإذا بالواقع يرشح الاتحاد لزيادة غلته التهديفية .. ولما لا فكل دقيقة تمر تؤكد أن الاتحاد هو الفريق الأكثر ثباتاً في الملعب وهو الفريق الذي ينفذ تكتيكاً ماكراً شل به فاعلية الموج الأزرق في كل من خطوطه الثلاثة .. حتى جاءت الدقيقة 59 لتؤكد بأن هذا اليوم للعميد, فتمنت جماهير الهلال بألا يخرج فريقها بهزيمة تاريخية، خاصة عندما استلم محمد نور الكرة في سيناريو مطابق للهدف الأول, وانتظر على الكرة حتى انطلق نونو أسيس من الخلف في قلب الدفاع الهلالي المفكك , ليمررها ( لوب) أمام نونو الذي وجهها بباطن قدمه (لوب) من فوق الحارس الهلالي محرزاً هدف النمور الثالث كنسخة كربونية لهدفه الثاني .
قبل نهاية اللقاء بسبع دقائق, استطاع البديل عبدالعزيز الدوسري أن يحرز هدف الهلال الوحيد ليمسح به ماء وجه جماهيره العريضة , وتنتهي به حدوت كروية سعودية أمتعت الجماهير العربية، خرج منها الهلال من الباب الأسيوي الضيق ، وتأهلت النمور الاتحادية لربع نهائي الأندية الأبطال في ليلة تاريخية .