التخاطر عن بعد : هو القدرة على نقل المعلومات من عقل إلى آخر .
وقد حاول الروس آبان فترة الحكم الشيوعي اثبات صحة هذه المقولة فقاموا بإجراء تجارب عديدة لأثبات صحة هذه النظريات وعلى الرغم من النفي الروسي لهذه التجارب الا ان الثابت انهم قد نجحوا فيها وبهذا النجاح صاروا في مأمن من وسائل التنصت وتعقب الاتصالات ايام الحرب الباردة فتخيل شخص في الرياض يتخاطب عن بعد مع شخص في جدة مثلاً عن طريق العقل كيف تستطيع علوم الدنيا كلها ان تكتشف المعلومات التي قام بتوصيلها إليها الجواب مستحيل طبعاً ....
ونحن في تاريخنا العربي المسلم لدينا شئ شبيه بهذا الشئ فالخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان يخطب بالمسلمين الجمعة فقطع الخطبة من منتصفها واخذ يصيح ...... ( ياسارية الجبل ياسارية الجبل )
وكان سارية وهو قائد المسلمين في احد معاركهم مع الفرس المجوس وقد عجز الفرس عن هزيمة المسلمين لأن المسلمين كانوا محتمين بجبل من خلفهم فوضع الفرس خطة لسحب جيش المسلمين فتظاهروا بالانسحاب حتى يتبعهم جيش المسلمين فتبعهم الجيش وابتعدوا عن الجبل ثم سمع سارية صوت الخليفة الفاروق وهو يقول له ياسارية الجبل ياسارية الجبل فرجع إلى الجبل واين الخليفة عمر رضي الله عنه واين سارية فعمر فالمدينة المنورة وسارية في بلاد الفرس . أنا مؤمن بإن هذه قد تكون كرامة من الله ولكن الله عز وجل قد جعل لكل شئ سببا وقوانين علمها من علمها وجهلها من جهلها فلماذا لاتكون من التخاطر عن بعد . والله اعلم .
يقول بعض العلماء اليوم ان وسيلة الانسان في العصور القديمة للتخاطب مع بني جنسه كان التخاطر عن بعد ولكن مرور الزمن تعلم الانسان النطق فأندثرت هذه الملكة الفريدة عند البشر .
وكلنا في حياتنااليومية تمر علينا مواقف شبيه بذلك فكم من مرة اردت ان تتصل بصديق لك فسبقك بإتصاله فما تفسير ذلك وكم من مرة تذكرت شخص عزيز عليك ففاجأك بزيارته وكم من مرة اردت ان تقول شئ ما فقال شخص اخر نفس ماتريد قوله بالضبط .
ويبقى الانسان مهما تعلم ضعيفاً حائراً عاجزاً امام سنن الله التي وضعها في الخلق .
وصدق الله عزوجل في قوله وهو اعز من قال ( وما أوتيتم من العلم إلى قليلاً )صدق الله العظيم .